١٧‏/٠٨‏/٢٠٠٨

زياد عالمضمون

بيني وبينكم كانت بطاقاتي لحضور إحدى حفلات زياد الرحباني في القلعة مضمونة، فلقد وعدني صديق لطيف بأنَّ بطاقاتي عليه، وكان أن دقَّ على صدره، وسمعتُ الدقة وصداها الذي كان عبارة عن سعال متواصل وحشرجات بسبب التدخين، لذلك لم أشتري البطاقات فلقد أمًّنتُ بطاقاتي، لكنني لم أحصل عليها، وما إن اقترب موعد .

الحفلات حتى اتَّصلتُ بصاحبي، ولكن صاحبي لم يرد، قلت لحالي يمكن حاطط موبايله عالصامت، وانتظرتُ أن يتَّصل بي، ولكن موبايلي لم يرن، ظلَّ صامتاً، ومازال موبايلي صامداً وصامتاً، قلت لحالي بسيطة يا ولد هلأ أمانة العاصمة ببتصل فيك وبتقول لك ( أستاذ وين بتحب نبعت لك بطاقتك)، طبعاً رح تقولوا في أنفسكم متهكمين مني أنو مين أنت يا لقمان حتى تتصل فيك أمانة العاصمة بقضها وقضيضها وتبعت لك بطاقتك، مظبوط معكم حق، فلقد سألتُ نفسي نفس السؤال وأنا أردُّ على تليفونات من أمانة العاصمة وهي تعزمني على محاضرة لفلان عن تاريخ حرف السين في منمنمات ابن القلشين قبل ستة آلاف عام، وسألت نفسي نفس السؤال والأمانة تدعوني لحضور مسرحية لواحد من رفقاتي كل يوم بشوفه بخلقتي دون أن أعرف أنو الأخ مخرج مسرحي وأنو عنده مسرحية بصالة عرض بسبينة أو بالفلا على طريق المطار، وسألتُ نفسي نفس السؤال والأمانة تدعوني وتصرُّ على حضوري للاستماع إلى حديث الذكريات لكاتب متوفَّى عن كاتب متوفَّى أكتر بقهوة شعبية والفنجان ع حسابي طبعاً، وطبعاً كل هالدعوات عالتليفون، معناها أنا كتير شخص مهم، ولو ما الجماعة عم يصرُّوا علي أحضر، وعم يضربوني عالوتر الحساس لأنو كل المتصلات بنات، بقى في أهم من هيك؟! المهم ما لكم بالطويلة أجت فيروز وما حدا اتصل، أجا بيتر بروك وما حدا اتصل، أجا زياد وما حدا اتصل، بس على فرقة الكسوة اللي عاملة عرضها الراقص بالقرب من نهر عيشة غير الموجود أصلاً اتصلوا ودعوني بل وأصروا على حضوري مشان ما يزعلوا الشباب، وعلى عرض سبعين فيلماً قصيراً للسينمائيين السوريين الرضع في ليلة واحدة ما فيها ضو قمر دعوني، وعلى مؤتمر للكتابة الساخرة بيبكّي الحجر عزموني، وعلى كونفرانس يعني مؤتمر كمان عن أي شي بيحبوه الكتّاب العربان مشان يجوا عالشام وياكلوا ويشربوا ويناموا بالأوتيل دعوني، ليش ما دعوني على فيروز وزياد؟!! يا ابني يا لقمان، الجماعة دعوك لأنو بدهم جمهور، يعني ليش عم تضرب حالك بحجر كبير، ما حدا دعاك لأنك مهم، ولا حدا شايفك من أصلك غير أنك مجرد نسَمة، وبهيك نشاطات بتعرف، بدهم نسَمة من عند الله ليعبُّوا الكراسي الفاضية، وبحفلات زياد ما في كراسي فاضية، بقى على شو زعلان؟! والله ماني زعلان ولا شي، بس أنا زعلان من صاحبي اللي دق على صدره، وماني زعلان منه لأنو وعدني وما وفى، لأ .. زعلان عليه لأنو يا حرام مرضان، قال لهلأ هو بالمشفى، صار معه ارتجاج بالصدر، من عزم الدقة"

ليست هناك تعليقات: