"قدر صديقي الشاعر يوسف القدرة أن يحقق حلماً راودني ذات يوم، فلقد كتب لنا نافياً خبر موته الذي نشرته جريدة السفير للشاعر الفلسطيني راسم المدهون، وكنتُ قد تلقيتُ اتصالات من أصدقاء يبدو أنهم قرؤوا الخبر في السفير وأبلغوني فتأسفتُ ودمعت عيني على صديقي اللي طلع مو ميِّت والحمد لله الحمد لله ورحت سالخه هداك المقال اللي بيبكي الحجر وبيمقت البشر على صفحات بلدنا مبارح، والعزاء لأهل القتيل الآخر والعزاء ليوسف نفسه، لأنه كان عمه وهو يحمل اسمه ذاته فكان سوء التفاهم، وأقول: حقق يوسف حلماً قديماً راودني،
وهو أن أموت لمدة أسبوع ومن ثم أعود في مفاجأة قدرية وأجلس في منزلي -من ضمن الحلم أنو يكون عندي منزل- وأتصفح الجرائد وشرائط الفيديو المسجلة لأرى ماذا قالوا عني في غيابي الله يرحمني ويرحم أمواتكم أجمعين، وسأتلذذ أولاً بقراءة قصائد الرثاء عني والتي ستبدأ بـ'أبا حسين غادرتنا باكراً.. وكان الصباحُ ماكراً'.. وتنتهي بـ'تركتنا يتامى دونكَ.... فأضحى الثابتُ عابراً' را....' ربيعٌ ولى عن ديارنا.. وصيفٌ حام حول مطارنا' نا......'نحن أبناء القصيدة نرثيك...... ونحمل على أكتافنا مراميكَ' كا.....كلنا على هالطريق لك أبني، ولولا الحياة لما كان الموت، وإنا على الدرب لسائرون، ميتون ميتون ميتون، مقاتلون مقتولون وطاحشون مفرومون، ومرضى ميئوسون ورباب، شو جاب سيرة رباب هلأ؟!.. إي تذكرت.. كتبت المقالة الرثائية في صاحبي وطلعت عالتصوير مع الأستاذ الرهيب هشام شربتجي حاكم نسيت قلكم أني أحيانا بمثِّل من أجل حفنة من الدولارات، أو الليرات، وكانت الفنانة رباب كنعان.. وأنتم بخير إن شاء الله.. زميلتي في المشهد، وكان المشهد كوميدياً، ولي..أكلناها، من وين لي الكوميديا بهاللحظة، فتت عاللوكيشن يعني الموقع يا حبيبي وكان بمطعم صيني بالشام، وقلت لحالي والله الصينيين وصلوا عالشام والحلبية جماعة المحاشي والكببِ والشقفِ والتوشكا والماريّا وأقراصُ النعناعِ والكبابِ.. ما عرفوا يوصلوا، يمكن ضاعوا عند فتحة حمص، المهم مالكم بالطويلة قلنالها لرباب القصة مشان تتحمل سوء أداءنا لا سمح الله، وفتنا بالمشهد وفتنا بالتاني وكلو تمام ولا كأنو رفيقي مات ولا كأني كنت من شوي بأجواء مقال حزين، حتى شكِّت راب بأني زعلان، ولكنني وما إن قرأتُ إيميلي ووجدت رسالة حديثة وصلتني للتو من المرحوم فيه، قلتُ لنفسي يا حرام باعتلي رسالة قبل ما يموت ولهلأ ما وصلت عبر الإيميل لأنو طلع أنو العدو اللي ما بيتسماش عامل معابر عالهوتميل والياهوو كمان، وقلت لحالي أنو يا حبيبي يا يوسف كان عرفان وباعت رسالة ليودع صديقه لقمان، تماماً متل ما قلت لرفقاتي إني كنت حاسس لأنو صار لي يومين حزين وتعبان، وكمان حبيت أعمل أكشن بالمقال فقلتُ 'هذا القتيل صديقي' بما معناه أنني شاهدتُ الخبر على التلفاز، وهون بصراحة كنت أكبر كذاب، لأني ما شفت شي عالتلفزيون، بس مشان ضرورة المقال، يحق للمقالجي مالا يحق لغيره، والكذبة التانية أني قلت أنو رفيقي كان عم يشتري فواكه وأنا متأكد أن هذا الشاعر التنبل كباقي الشعراء مستحيل ينزل عالسوق مشان يشتري فواكه، ما بينزل إلا مشان يشتري قهوة وسكر وشاي ودخان وباقي عدة الشعراء الغذائية البريئة، بس لما كتبت المقال كنت صادق، ويمكن دمّعت عيني مشان ما يصير كذب، خلوها يمكن مشان الحلال والحرام، بس اللي كنت متأكد منه أني كنت مقهوووووووووور مشان يوسف.. وتساءلت كذا مرة ليش يا ربي.. قام يوسف بعت لي جواب وطمّني ترلالم ترلالم.. ما زال يوسف على قيد الحياة، ما زال الشعراء على قيد الحياة، شكراً لله إذن، شكراً لله.. لأنني طلعت أكبر كذاب. بس اللي زعلان منه أنو حبيبة قلبي مبارح ما قدَّرت كتير أني على رفيقي زعلان!!!!!!!!!!!."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق