٠٩‏/٠٨‏/٢٠٠٨

إمبراطورية الحجل


"إذا احتكمتُ للبياض الأول
قلتُ كيف الهواء الباقي
لقد سقطت جحورنا في الجبال
أغمدتُ صوتي -إن الفم غمد مستحيل-
هيأتُ ما تبعثر من هواء وأضرمته بالأجنحة
ستبدأ المهزلة وعلى الحجل السلام
من يذكر قامات الصيادين وهي تستحلفني ألا أسرد
ها قد تبللت بالمطر الذي لم يهطل بعد
ها قد اكتشفت علوِّي

*******************************
وبعد، أما آن، كل الذين سبقوك إلى الفخ ساقوك إليه، كنت تعدها حفرة حفرةً وتسقط وعند آخر الحفر تُردَمُ، أنت الرفرفة القصيرة، يريبك الدجاج والبيض الآمن، لا ذبح في كواليسك ولا ألفة تغريك بالسياج.
إنك الحياد العالي، لم تبنِ أعشاشك كيلا تتهدَّمَ، فتحتَ أجنحتك على عشائر ومفاوضات، لو أصلكَ بغير هذه الريح، لو أدور حولك ولا تنتفض، هل ينتقيني المكان حليفاً للريش وسارداً وحيداً للفضاء؟!..
باللهاث الساخن اقرأْ، بالجناح القصير أو رفرف حتى الأزل، ارتفعْ.. إلى بداية الريح، لقد أشعلت المساء باللون الشبيه وأشعلتنا، رفرف إلى الحنين العالي، إلى الهواء الذي يشمك فأنت ربيب السفوح الآن، ليمتزج بريشك الهواء، إنَّ الظلال التي لا تشبهك لا تطير.
رفرف واحذر الأرض
إن الحجل على أشكالنا يقعُ
****************************
حجل بداية القصيدة ينبئ بالأجنحة
وعلى مشارف اللغة يمتزج بالريش
حجل تحت أعمارنا يهيئ للجبال قفزتها وبين أشجار السفوح حجلْ
-تقف أنت مكتظاً بصيادين أخفقوا فيك-
إنك البسملة الأخيرة لسورتنا التي لا تبدأ
الرئة الثقيلة خلف لهاثنا
تستبيح السفوح موطئاً لفخاخ الصيادين
بحكمة الصياد المترف تبدأ المهزلة
حجلٌ إلى الفخ يستدرج حجلْ
***************************************
كان الهواء طازجاً لم تعكره الأجنحة، قلنا بريشة تبدأ القصيدة وتنتهي بدم، من يصفق للأرض يَطِرْ عنها، ومن يلوذ بريشه يَذق الهواءْ، لقد غدت القصيدة في الفضاءْ.
من علَّمنا لغة الزغب والدحرجة المهدورة للجبل الوحيد، صحنا يا لهاثنا المطوي على جنازات راكضة، هل ستردم المساء بوقتك الخاسر، ها قد أغمضنا عليك وفتحنا جناحنا الباقي للفضاءْ، إنك تشعل الصيادين الآن، وننتظر خلف لهاث صدئ، لا رمح يسدّ جرحاً عتيقاً ولا شعوب تنتظر حريقها المعتاد، فلنحتكم، بأيّ لون يريد البشر وليتلون الهواء، لتكن ما أسرفنا فيه.. أمبراطوراً للسفوح وأميراً يتهادي تحت ريشه.
أهدرت منقارك بالديدان، واحترت بين أقدامك والأجنحة، مشية مريبة لطيور تهادن الأرض.
ملك تحت أوراقنا، رأوك غريباً فهربوا إلى مكانٍ يجهلون.
اتخذك شخوصي كلاماً لهم وأنتَ راقد منذ البيوض الأولى مكللاً بدهشة من رآك، تخرج القرى، والتين اليابس وحليب الفجر منك، ثم يغمدونك في الفراغ -عار من الغمد أنت-
هذه مملكة التين، تحولات العنب إلى زبيب، إمبراطورية الحليب الباكر، منذ حجل تمطى على السفح وأعلن الريش بأجنحة قصيرة، خرجت العربات معلنة توبة الماعز ونقار الخشب بجياد من علف وصهيل، والحدادون استغرقوا بأكوارهم شعوباً زائلة، والملوك يبدؤون بالصولجانات ولا ينتهون، والملوك ينامون على وسائد لا تنشق عن ريش، ثم يسمُّون الحكايا الشعبية سوداء ويقلونها حتى تحترق، قاماتنا تلتفتُ إليك وتندبك، لم يكن جناحك طويلاً كي تمزق الهواء، لم يكن لمدارجك الأمان لتضع بيضك دون أن تنقره، لم تكن لأجناسك ضراوة براريك فدهشت لدجاج البيوت وضحكت كثيراً من الديكة الشبقة، لم يكن لك أن تثبت على الجناح أو القدم ففرَّ منك الفضاء والأرض لم تلامسك، فلتكن لهوائك سطوة الزغب ودخان البيوت."

ليست هناك تعليقات: