"أُعلن عن عرضه.. تأجل عرضه.. ألغي عرضه.. سينما الشام مو فاضية.. عم تعرض فيلم شغال وأسم ألله عليه، هنا صفن هيثم حقي هديك الصفنة العجيبة، العمى.. شلون ما خطرت على بالي.. أنا جايي بدي أعمل سينما ببلد ما فيها غير دار سينما واحدة عليها ضو؟!!!.. وفكَّر الرجل المخلص كيف أنه سها عن فكرة كانت سبباً في !!!.
ابتعاده عن السينما ومضيه قدماً نحو التلفزيون، وهو الذي لم يمضِ إلى هناك إلا مشمولاً بالرعاية السورية الكريمة.. من استنكار جماعة السينما أن يمضي أحد أبنائها إلى الفن الأدنى أو التلفزيون.. إلى عتاولة التلفزيون الذين استبسلوا كي لا يدخل هذا السينمائي إلى حقول استديوهاتهم، واستعان الرجل على الشقاء بالله، وفات.
ولم يطل الأمر بهيثم حقي ليجد مؤازرة من وزير الإعلام وقتها الدكتور محمد سلمان للقطاع الخاص، فكان ما كان من أمر نجاح القطاع الخاص في الوصول بالدراما السورية إلى العربية وتربعها على عرش الدراما العربية من دون منازع، ومين كان يصدق أنو رح يجي يوم تصير فيه الدراما السورية أحسن من الدراما المصرية؟!.. وصار، وبعدين حلوة المنافسة، يعني ما في داعي للحكي تبع أنو كلنا عرب وما حدا أحسن من حدا، لأ سيدي خلينا شي مرة نكون أحسن من حدا، وما في داعي ننظر إلى أنفسنا وإلى من حولنا ونقول بأسى واستسلام أنو كل القطط أحسن من حمّور، لأ يا سيدي ما بدي أكون حمور الدراما العربية، وكان ما كان، وصرنا أحسن الشي، وهني بال هيثم، وعرف أنو الشباب تعلموا وكبروا وصاروا قادرين على خوض التجربة إلى أبعد، قام قرّر الرجل يفوت فوتته بالسينما بعد ما شاف أنو الغرفة اللي حطوا فيها خريجي السينما ما بتكفي لصناعة سينما، وأنو فيلم لكل واحد وبالدور ما بيجيب نتيجة.. وبالتالي هج عالتلفزيون.. ويا محلا هالهجة.. فلقد فعلها مستنداً إلى تاريخ جيد في الدراما السورية كتبه دريد ونهاد وخلدون المالح وغسان جبري وعلاء الدين كوكش والقبلاوي والماغوط وغيرهم، ومستنداً إلى ما تعلمه في معهد السينما في موسكو، ومستنداً إلى فكر عميق يحمله ويبرر وجوده كإنسان، ومستنداً إلى حبه للسينما، وفات.. في طريق مخالف، حارة ضيقة، اتجاه واحد، ومسكَّر.. فلم يطحش.. نظر وفكَّر أنو الوضع هون كمان مو بالسليم ماشي.. لكن هون ممكن.. على الأقل في طريق.. هونيك ما في بنوب.. وكان أن فتح الطريق.. وقال الكريم للدراما السورية خذي، وكما اعتمد على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في دعمها للقطاع الخاص فلم يطل الأمر بالمؤسسة العامة للسينما في دعم عرض فيلم (التجلي الأخير لغيلان الدمشقي) على شاشة سينما الكندي النظيفة، وعلى فكرة الصالة ظريفة.. ومقاعدها مريحة.. وسمعتها زي المسك.. وهي جاهزة لدعم خطوة الألف ميل تبع السينما، وعُرض الفيلم، وفيه تحدث هيثم حقي عن المثقف المهزوم الخائف غير المبادر، المتخاذل المنعزل القابع في ذاته المريضة نفسياً، المنكفئ والمنحسر عن الناس وحياة الناس، المتلصص عليهم من ثقوب الجدران ومن خلف الستائر، المكبوت.. اللاجئ إلى الماضي وشخوص الماضي لمقاومة خيبته وهزيمته، الذي أصبح عبئاً على الجيل الجديد الطامح لفعل شيء، فهل تنجح دماء هيثم حقي الجديدة في فتح قناة السينما السورية الخاصة.. المغلقة.. من جديد؟"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق