١٦‏/٠٨‏/٢٠٠٨

هيثم حقي والسينما

خبر وسط زحام الأخبار، مفاده أنَّ هيثم حقي سيفتتح شركة سينمائية بهاليومين. وبهاليومين يعني أنو اليوم وبكرة الافتتاحين للشركة، اليوم حفلة، وبكرة عرض أفلام بسينما الشام. وعلى ذكر سينما الشام، فما في الشام غير سينما الشام، هذا إذا عرفنا أنو ما في بباقي المحافظات سينما الشام، بل وما في ولا سينما تانية، لأنو ما
فيك تقول عن سينمات البزر والكازوز والتلات أفلام بآن واحد سينما، ما فيك تقول عن السينمات ذات الكراسي غير المنجَّدة أنها سينما، ولا فيك تقول عن الأفلام اللي عم يعرضوها أنها أفلام، يعني بصراحة خربانة، وما حدا قاعد على تلتها غير المؤسسة العامة للسينما لتأكل ما فيه النصيب من اللوم والعتاب والنقد بشقيه البنَّاء والهدَّام، وكأنو مستقبل السينما معلق برقبة هذه المؤسسة الدرويشة التي تعمل على قد ما الله يعطيها وعلى قد ما ترصد لها الحكومة من ميزانية. أقل ما يمكن القول عنها أنها ضعيفة، وبالتالي لم نعد نسمع بالسينما إلا عن طريق الصراعات مع وضد المؤسسة، وكما تم حصر الاستيراد زمان، فإننا وبعد فكه بقينا حاصرينه بالمؤسسة، بل وحصرنا بسبب عدم وجود المبادرات همَّ السينما بالمؤسسة أيضاً، لكن ها هو هيثم حقي يقدّم مبادرة سينمائية، يعلن عن افتتاح شركة سينمائية، وهو يعرف أنو ما في سينمات لعرض أفلام هذه الشركة مع أن اسمها واقعي Reel filmes فإنَّ اقتحامها لمجال الإنتاج السينمائي في سورية يشبه الأحلام، وهي شركة يديرها هيثم حقي وتمولها قناة الأوربت، ومشروعها الأول هو إنتاج عشرة أفلام مناصفة بين سوري ومصري، وقد تمَّ إنتاج فيلمين منها، هما (بصرة) للمخرج المصري أحمد رشوان، و(التجلي) لهيثم حقي نفسه، وهناك على الطريق فيلم من إخراج حاتم علي وتأليف هيثم حقي. لكن من قال إنَّ للأحلام سقفاً، فمن كان يصدق أنَّ المشروع الذي قاده هيثم حقي في الدراما السورية سيصل إلى هذه الحدود، ومن كان يصدق أنَّ تلك الكاميرا التي نزلت إلى الشارع منهية حقبة طويلة من دراما الاستديو ومتسيدة للدراما العربية من دون منازع، لتكون الدراما السورية أهم مُنتج سوري على الإطلاق، وعلى كافة المستويات، الفني والتجاري والصناعي والسياحي والثقافي، وباتت لهجتنا السورية معروفة في كافة أنحاء العالم العربي. وهاهو هيثم حقي، الذي جاء إلى الدراما من حقل السينما، واستطاع أن يجعل الدراما التلفزيونية تتحدث بلغة السينما ونجح، يحاول مع السينما من جديد، لكنه يعرف أنَّ الطريق صعبة، وأنَّ شارع السينما في سورية لم يعد مزدحماً بالجمهور كما في السبعينات، وأنَّ المباركات الثقافية والمؤسساتية لهذا المشروع لن تكون موجودة، بل إن التحذيرات (المُحبّة) ستكون حاضرة أيضاً، مشان مصلحته، ويعرف أيضاً أنه عندما بدأ بمشروعه الدرامي واجه ذات اللعنات وذات النصائح، وكان المثقف وقتها يسدّ أنفه عند سماع كلمة دراما، ثم أصبح يتناقش بأمرها مع المثقفين العرب بفخر واعتزاز، وكأنه هو الذي اخترعها، وما وصلت الدراما السورية إلى درجات رقيها هذه إلا بفضل مبادرة هيثم حقي، الذي كان حصناً ثقافياً متيناً تستند إليه الدراما السورية في فورتها التسعينية، فهل يفعلها في السينما من جديد؟!.. قلبي يحدثني بأنه سينجح"

ليست هناك تعليقات: