"ببساطة ما عندي سيارة، وكل ما بدهم رفقاتي يعملوا مشروع سيران أو طلعة لقرنة بعيدة بينطرح السؤال التالي: ولقمان.. مع مين رح يطلع؟!
حاله لتطليعي معه، صاحبي الأوروبي الطباع سيكون أول المنسحبين من السباق بسبب سيجارتي، فالرجل لا يحبُّ التدخين تحت أي سقف حتى سقف السيارة، وهو يرفض تحت ضغوطي أن يشتري سيارة كشف، وبالتالي يا أنا بلا سيجارة، يا بلاها هالطلعة من أساسها لأنو صاحبي الأوروبي متعنِّت ومستحيل يسمح لي بالتدخين، والتاني أعصابه مو قوية لحتى يفوت على نص البلد مشان يسحبني من شارع 29 أيار اللي مضى، والتالت بيفوت عالشارع الرئيسي بس مستحيل يفوت على حارات عين كرش مشان يشحطني من بيتي، قال ما في محل للصفة، وأنا مستحيل أطلع لراس الشارع لأنو ما بحب وقِّّف وأنتظر، والرابع مرته ما بتخليه يطلعني معه لا بحلال ولا بحرام لأنو حضرتي رح أتسلبط على مقعدها القدمَّاني، هيك شروطي، بتاخدني السيارة من قدام البيت، وبدخن، وبقعد قدام، وأحياناً بنزِّل قهوتي معي، وهادا رفيقي مرته بتحب تقعد قدام، وأنا ما بحب أقعد ورا وأفتح حديث معهم، رفيقي بيحاكيني وهو وعم يتطلع فيني بالمراية، ومرته بتندار كل شوي وبتقل لي (ليكها النفاضة قدامك)، بس من بعد ما اخترعوا حزام الأمان يا قلبي أمان في بلادنا حتى بتُّ أحب المقعد الخلفي، بل وصرتُ أصعد في التكسي خلفاً إذا كان معي صديق، كله مشان ما أحط الحزام، ومرة جربت أقعد ورا وأنا لوحدي قام الشوفير قال لي: شرِّف لقدام معلم، قام شرّفت، ما بعرف ليش الشوفيرية ما بيحبوا قعدة الرجال ورا، بيحسوا بإهانة، قلناله والله مو مشان شي يا معلم بس مشان الحزام، وبصراحة الحزام معت، سحبه معت، والبحث عن الأنتاية الحمراء معت، خاصة إذا كان في طرَّاحة، وخاصة إذا كان في كاسة شاي خاصة الشوفير وملكه، ويقول لي الشوفير أنو ما في داعي تحط الحزام، امسكه بإيدك، طيب هيك أصعب، يعني بحطه نظامي وخلص، لأ .. مافي داعي..
امسكه بإيدك، هيك قال الشوفير وتابع: أنا عندي عشر بلوزات سود، عالأسود ما رح يعرف الشرطي إذا كنت حاطط حزام ولا لأ، وضحك، وضحكتُ معه مجاملاً، لكنه كان طيباً، لم يخورفني، كما أنني كنت لطيفاً فلم أبخسه حقه، ونزلت، وتعاهدنا أنا والسائق على محاربة الحزام باللون الأسود، وبحثتُ في خزانتي، وفردتُ تيشيرتاتي أمامي، في شي خمس قطع سوداء، ولكنني ارتديت واحداً أخضر لأنَّ زوجة صديقي راكبة في المقعد الأمامي، وزمَّر صديقي، فقلت له أن لا يزمّر لأنَّ الغرب اخترع الموبايل، ونزلتُ، فوجدتُ رتلاً من السيارات يزمّر خلف سيارة صديقي التي أغلقت الطريق.
حيَّيتُ الجماهير التي تنتظرني، وكانوا يبتسمون لي وفي قلوبهم يشتمونني، جئتُ لأصعد في الخلف كي أرتاح من الحزام، لكن زوجة صديقي اللي لابسة أسود بأسود نزلت وقالت: لا والله ما بتقعد إلا قدام، وكانت السيارات تزمِّر، وكنتُ أحييهم معتذراً، وكانوا يبتسمون لي وفي قلوبهم يشتمونني بأقذع الشتائم، يا عيب الشوم"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق