٣١‏/٠٧‏/٢٠٠٨

لا انتظر شيئاً منكِ


"حتى اسمكِ محوته من دفتري الصغير، من هوامش أوراقي، من أجهزتي، أوجدتِ نفسكِ هكذا مستترة فيَّ، فاصبحتُ لا أذكركِ إلا أمام الغرباء، ألفظُ اسمكِ بشوقٍ، وأبدعُ في وصفكِ.
أحبكِ
.

لا غنى عن هذه الكلمة وأنت موجودة على هذه الأرض..
قالها لك المتعلمُ كتابةً، والأمّي شفاهاً، والفقير سراً، والموهوب فناً، والغني دعوةً، والوقح علناً.
أحبكِ..
سراً وعلناً..
شفاهاً وكتابة
فناً وشعراً
همساً وصراخاً
أحبكِ لا كما يحبك الناس
وأحبك كما يحبكِ كل الناس
وفي لحظة اقترابك مني لا أصدِّقُ
فأضيعُ .. وأضيِّعكِ.
في كل لحظة أنا معكِ
خلفكِ وأنت ترقصين
وعندما يحدثكِ الآخرون
أهمس في أذنكِ فتقولين ما يليق بكِ من كلام، وعلى موائد الطعام أنتقي لك ما تشتهين وأفتته بيدي فتبقى يداكِ جميلتين نظيفتين، وأطحنُ مع أسنانكِ فيبقى فمك مغلقاً وغامضاً، وقبالة الخزانة المفتوحة أمدُّ يدي إلى قميصكِ وبنطالكِ،أمام المرآة أردعكِ عن استعمال الزينة المتوقعة، أدلُّكِ على كحل عينيكِ وأحمر شفاهكِ، وفي اللحظة الأخيرة أفتح لك الباب، ثم أبعثر شعركِ فيتطاير، وتمشين كغجرية بأناقتكِ المعهودة.
أمام أوراقكِ أمدُّ رأسي وأؤنبكِ على كلمة عادية، وأشطبُ جملة لا معنى لها، وأدلُّكِ على ما يستحق التدوين منكِ.
وعندما تقفين بهيةً ورائعةً متلقيةً نظرات الحب والإعجاب، أعود إلى بيتي سعيداً، لأنكِ في عهد حبي لكِ كنتِ الأروع والأجمل والأعظم، وأنني في كل حركة من حركاتكِ، في كل لحظة ألقٍ، في كل صورة غير عادية من صوركِ.. كنتُ خلفكِ.. كنتُ مجرد شخصٍ يحبكِ.
أحبكِ ولا أنتظرُ منكِ شيئاً، ولكن عند استيقاظي من نومي، عند تناول القهوة والبدء بالتدخين، عندما أمشي بين الناس، وأجلس في مراكب السفر، بين الجموع ومنفرداً، في الصباحات الباردة والليالي الصاخبة، في الضجيج ووسط السكون، في الأحزان والأفراح، في زحمة المحيطين، وضجيج البشر، تكونين معي، أفكرُ..
كم أنت بعيدة، وكم أنت قريبة..
أحبكِ.. ولا أنتظر شيئاً منكِ
رغم أنني طيلة عمري كنت أنتظركِ"

ليست هناك تعليقات: