"على طريقة أمور لا تصدَّق فلقد استضافنا قصر هيلينز ليومين وليلتين في رحابه، وأول مبارح العصر تحديداً وصلنا للقصر، وهو قصر أخَّاذ تسكنه عائلة مونثي، وهكذا فلقد فرزوا لأختكم رشا عمران مخدعاً ملكياً أخَّاذاً يطلُّ على حديقة أخاذة تطلُّ بدورها على غابة أخاذة أكثر، بينما فرزوا لأختكم هالا محمد جناحاً ملكياً مزوَّداً بالخدمات
عدد اللوحات في القصر كبير جداً، وكلها لوحات أصلية، لرسامين كبار أمثال فان ديكي، أو عبر تلاميذ ومدارس هؤلاء الرسامين، كما أنَّ هناك لوحات لأفراد من العائلة صاحبة القصر، وقد عشنا معهم ليومين، في ضيافتهم، وقرأنا الشعر في القصر، وحضر الأمسية تبعنا شي مئتي شخص دفع كل منهم حوالي 15 دولاراً كي يكحِّلوا عيونهم بمرآنا، وكان أنهم أحبُّوا أشعارنا، وسألونا عن أحوالنا، عن أهلنا، عن بلادنا، وحكينا اللي فيه النصيب، وتعرَّفنا على حياتهم، ولمسنا حبهم للشعر والفن، ورأينا تواضعهم، ونظرتهم الجميلة إلى الآخر، وأحسسنا بجديتهم في التعامل مع المهرجان، ودعمهم الدائم له وذلك عبر دفع أثمان البطاقات، كأضعف الإيمان، لكن ماذا أقول عن أصحاب هذا القصر الذين استضافونا، آدم ونيللي وتوري وآكسل .. ماذا أقول عن هذه العائلة العريقة القديمة التي لم أشاهد سيرلانكية واحدة في أرجاء قصرهم، ماذا أقول عن حمل آدم لحقائبنا ومساعدتنا في وضعها في السيارة، ماذا أقول عن لهفتهم للمعرفة، ورغبتهم في التواصل، واحترامهم للإنسان، وابتعادهم عن الكذب، وحتى عن المجاملات، ماذا أقول عن هؤلاء الناس الذين كانوا أكثر من أهل في تلك الليالي، وكانوا أكثر من كرماء في تلك الأيام، لكنهم لا يصرعون سماك بعبارات الترحيب على الرايحة والجاية وعلى بطعمة وبلا طعمة ويا هلا بالضيف وآنستونا وشرَّفتونا وحللتم أهلا ونزلتم سهلا، بينما لم أوفِّر فرصة إلقاء كلمة الضيوف ومفادها أنو عذبناكم، ولقد أعجبتهم كلمتنا فتعلموها، ربما لأننا فعلاً عذبناهم.. بس بلطفنا وأكابريتنا، وللكلام بقية فابقوا معنا. مراسلنا في ليدبوري ولندن وسائر أراضي الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، بالمناسبة لهلأ ما شفنا الشمس، مطر مطر والله كريم. وغداً موعدكم من قصر هيللينز مع لقمان السادس عشر."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق