١٦‏/٠٧‏/٢٠٠٨

اتحاد الوجع العربي


"ماذا لو طرحنا بعض الأسئلة من السفوح، بعض الطلبات عسى ولعلَّ يكون لنا في الطيب نصيب، وهي طلبات قادمة من تحت، تحاول لاهثة الوصول، فعلى الرغم من القضايا الكبرى سنسمح لأنفسنا بكل أكابرية وحرقة قلب أن نسأل: شو مشان السوق العربية المشتركة على وزن السوق الأوروبية المشتركة، على الرغم من أنَّ !.

الأوربيين لا يتمتعون مثلنا بالأشياء المشتركة، فهم كذا لغة وكذا بيئة، بينما نحن واسم الله علينا نتمتع بالكثير من الأشياء المشتركة التي تجعل من أمر السوق العربية المشتركة شغلة بسيطة بالأذن من الاقتصاديين والبزنسمانيين والفهيمين في شؤون المال وأخلاق العيال، وشو مشان الفيزا العربية الموحدة يعني تماماً مثل الشينغين بحيث ندخل إلى بلاد العرب أوطاني بدون فيزا ونحن نغني شعب واحد لا شعبين من مراكش للبحرين، ودون أن نخربط فنقول بحر واحد لا بحرين من مراكش للشعبين، ولكي يأتي الزائر إلينا دون أن يتلبك ويفوت في الحيط لمجرد الروحة من لبنان لسورية ومن سورية للبنان، وهذه الشينغين تحتاج إلى أن نوحد أقوالنا ونوحد ربنا قليلاً ثم نأخذ نفساً عميقاً ونوحد أعداءنا قبل توحيد أصدقائنا، طيب وشو مشان النظر بأمر اتحاد الكتاب العرب ومعرفة هو فين والحب فين، وشو مشان اتحاد الفلاحين العرب والجفاف العربي الذي ليس من اختصاصهم، وشو مشان اتحاد التلفزيونات العربية التي وحّدها باب الحارة وفرَّقت شملها نشرات الأخبار، وشو مشان اتحاد الفنانين العرب الذين وحّدهم الغضنفر والباشق بآن معاً صباح عبيد ومزقتهم شركات الإنتاج، وشو مشان اتحاد الفوتبول العربي واتحاد الباسكيت بول العربي واتحاد السباحين العرب الذي يشارك فيه بعض السباحين البلغار باسم قطر عيون زرق وأسنان فرق ووجه بيشفط الرزق.
لكن الأهم والمهم هو شو مشان اتحاد الوجع العربي ؟!
أليس مهماً أن نعرف ما هو وجعنا؟!
وشو مشان اتحاد الفقراء العرب، واتحاد المتشائمين العرب، واتحاد الممتعضين العرب، واتحاد المقهورين العرب، واتحاد اليائسين العرب، واتحاد البائسين العرب.
شو مشان العرب !!
شو مشان حلم العرب، شو مشان أمل العرب، ولا ما عاد ينصرف الأمل في دكاكين العرب، شو مشان فكرة أننا عرب، وماذا يتوجب علينا كي نعيد أنفسنا إلى ما كنا عليه على الأقل، عندما كان العرب كلمة لها وزنها في القاموس، قبل أن ينقلب الحلم إلى كابوس. ويصبح العربي مجرد ثري مستهلك أو فقير يهلك.
ألا يحق لنا نحن العرب أن نحمل حلماً وأملاً وعملاً كي نسير بأناقة بين السائرين من الأمم؟"

ليست هناك تعليقات: