"ولكن صاحبي اللي بأول طلعته لم تعجبه صيغة الأمر في العنوان، ثم قال بأنو المكتوب مبين من عنوانه، وأجاب بأنو يا أخي كيف سيبحث الإنسان عن ذاته، وبعد ذلك يبدأ بالبحث عن الحب، يعني أنت ما بتعرف أنو البني آدم أله قلب، وأله عواطف، وأنو بالتالي بيحتاج إلى شريك كي يكون معه في رحلة البحث عن الذات؟!
وكان أنه أفحمني، ولكنه في مجال ليس مجالي اقحمني، ورأيتُ نفسي أردد كمن يجاكر لا كمن يناقش أنو يا أخي بس أنتم عملتم من البحث عن الحب قضيتكم الأساسية ونسيتم أنفسكم، وتابعت بعد أن أعجبتني جملتي الإرتجالية قائلاً لا فض فاي أنو وبعدين لسه الواحد منكم عم يرسب بالبكلوريا أربع سنين دون أن تكون البكلوريا همه الأول بل إن البحث عن الحب هو الأول وغيرها في المحل الثاني، ورحنا عالمحل التاني، وسألناه إذا كان في عنده موبايل عمومي مشان نبعت مسج لحبيبة الروح من دون ما تعرف مين أنا، وقلتُ بعد ذلك بأنو يا حبيبنا عم يضل الشاب عنا كل عمره عم يبحث عن الآخر، وبعد ما يموت رح يوجه له الملاكان المعروفان السؤال التقليدي الأول: من أنت؟!.. سيفاجئه السؤال، فهو الذي كان ينتظر أن يسألاه عن ذنوبه وأخطائه وجرائمه وارتكاباته، فإذا بهما يسألانه عن نفسه ومن تكون، من يكون؟!.. يا إلهي .. ما بعرف.. من أكون.. من أنا.. يا جماعة اللي شايفني يقل لي مين أنا.. حدا ينقلني أول سؤال يا شباب.. أنت أبو الجمجمة المربعة .. بتعرف مين أنا زكات أمواتك؟! فيرد عليك ذو الجمجمة المربع أنو ما بيقدر يلتفت لورا ليشوفك لأنو بيخاف تنقرف عضام رقبته، ويطلب منك أن ترفع صوتك كي يتعرف عليك من صوتك، ولكنك لا تستطيع أن ترفع صوتك، لأنو في مراقبين للامتحان يا حبيب، وما من طبيب، كل مين بيروح من كيسه، وينصحك أحد ما خلفك وهو ينكشك بسلاميات أصابعه سابقاً أن تكتب عن أي ممن تعرف أحسن ما تسلِّم الورقة فاضية، ممكن تاخد ولو شوية علامات، فسألت نفسك: أبي من يكون؟!.. ولكنك لا تعرف.. لم تجلس معه كثيراً.. لم تتحدثا.. لم تتبادلا الأفكار.. كنتما كالفتيل والنار.. لا تلتقيان إلا للشجار من طرف واحد طبعاً.. من طرفه.. لم تعرف سوى صوته العالي.. وعندما كان يهمس كنت لا تسمعه، لا .. بلاه أبي .. ما بعرفه، أمي من تكون؟!.. أمي الحنونة اللطيفة الحبابة .. إي وبعدين.. كل الأمهات هيك.. أنت أمك شو؟!.. أمي .. أمي .. ولي .. ما بعرف شي غير دمعات الحزن والفرح تبعها وزلاغيطها وحنانها وبس. بصراحة يا معلم.. أنت اللي نكشتني من ورا .. ما بعرف أمي، طيب أخوك من يكون؟! أختك من تكون؟! ما بعرف. طيب جارك من يكون؟!.. ما بعرف يا معلم.. بصراحة ليش ما عم تسألني عن شي بعرفه منيح كتير، وبعرف أكتب عنه منيح كتير، ألا وهو: حبيبتي من تكون؟!."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق