"عند هطول الأمطار
أحتاج كأس حليبك
وعندما تغلق في وجهي الأبواب
أحتاج نافذتك المكسَّرة
.
وفي ساعات الخسارة
وفداحة الزمان
أحتاج يدك على كتفي
عند الجوع والعطش
أحتاج كأسك ولقمتك
وعند البكاء
أحتاج ـ على وجنتيّ ـ أصابعك.
في الضيق
أحتاج رحابتك
وعند الخيانة... تسامحك
وفي لحظات التكسّر
أحتاج صبرك
وأنت تلمُّ شظاياي
ودقتك... وأنت ترممني
أحتاجك بقوة
في كل مكان
وكل زمان
أيها الصديق
********************
لا تصعد الى منزلي
وإذا صعدتَ
لا تطرق الباب
وإذا طرقتَ
لا تدخل
وإذا دخلتَ
لا تعانقني... وتطعنني بعد ذلك
اطعنّي أولاً في صدري
وعانقني بعد ذلك
كما لو أنك... تندم
*********************
سنذهب إلى آلاسكا
وننام في أكواخ الأسكيمو الجليدية
سنمضي عمرنا
في أنفاق الديزني لاند
ونطير في الدواخات الهوائية
سنقرأ قصص تان تان
وأشعب وجحا الأممي
سنخرج إلى الشوارع سعداء
دون كلام مؤذ سمعناه من أحد
وسننام في دور السينما والأفلام (الهامة) تُعرضْ
سنركبُ على دراجة هوائية معاً
يوماً ما.. سنفعل كل هذه الأشياء... يا ابنتي.
***********************
لن أسامحك أيها المليونير
لأنك كنت مفلساً ذلك اليوم
وأنت يا مقهاي اليومي
لأنك كنت مغلقاً ذلك اليوم
لن أسامحك أيتها العاهرة القبيحة
لأنك كنتِ برفقة زبونٍ ذلك اليوم
*************************
وأنتَ... أنتَ يا صديقي الوحيد
لن أسامحكَ... لأنك متَّ ذلك اليوم.
******************
يا ابنتي
لوحاتكِ السعيدة
أعياد ميلاد
وقوالب كاتو
صحون حلوى وشموع
زينة وأضواء مبهجة
وأب وأم وأطفال سعداء
لماذا ترسمين كل هذه الأشياء
يا ابنتي..
**************************
فرحي طفلٌ يحبو ويتعثر
يداه هشتان
وساقاه لا تستطيعان حمله
فرحي طفلٌ لا يستطيع الخروج من البيت
قدماه صغيرتان
لا تصلان إلى الأرض
وقامته بطول الطاولة
فرحي طفلٌ
يزحفُ على الأرصفة
فأراه وحدي من خلف زجاج المقهى
فرحي طفلٌ
لا تلمحه أضواء السيارات
ولا تسمع المدينة أنينه
فرحي طفلٌ
تدوسه أقدام المارة ذاتهم
وهم يرمون عليّ التحية من
خلف الزجاج"
هناك تعليق واحد:
يمر الزمن ونعود لنفس القصيدة ونشعر بنفس الذهول أمام هذه الأبيات❤️
إرسال تعليق