"وعدناكم أن تبقوا معنا وها قد عدنا بعد فاصل إعلاني مثير من صنف الأبو علاك الذي يكون عادة عن العلكة نفسها، ونعود إلى المتن الأبو علاكي ونتابع توزيع جائزة نوبل من عندنا على من قرَّرنا وارتأينا فجأة على حين غرة، واستشرنا فنانين وأدباء وصحفيين وكلهم كانوا ماشاء الله متحدِّثين وفصيحين من النوع الذي لا يتحدَّث إلا بحضور مصحِّحه اللغوي، وبطريقنا أخذنا برأي المصحِّحين اللغويين،
وكلهم قالوا مبارك، وبعد ذلك حكوا الذي فيه النصيب، ومشيَ الحال على ما أعتقد مع أنَّ الحملة على الهواء مباشرة، لأننا يا حبيبي نسبق المستقبل وبنساويه بلحظة قبسة من قبسات الماضي، فلا تقل لي حكي فاضي، ولا تأتي لي بسيرة أبو علاك صاحبك الذي لا أعرف لماذا تعطيه القيمة وتجده يحلُّ ويربط إلى هذه الدرجة؟، لا يا معلم، نحنا أعطينا كلَّ ذي حق حقه، وأرضينا حالنا بحالنا ومنيّتهم على حالهم إن شاء لله هم والمليون دولار تبعُهم، وقريضةُ تقرضهم هم وجائزة نوبل التي يفاخرون بها.
طيِّب يا حبيبي يا أيها الوطنجي طالما أنك لا تعترف بهم ولا بجائزتهم.. فلماذا تأخذها منهم؟! اعمل جائزة باسمك.. باسم ابن خلدون.. باسم ابن رشد.. باسم حكيم المرزوقي. قبلانين.. لماذا تسميها باسم نوبل؟.. لماذااااا؟!!... دوَّختني بهذه العملة.. أنا لا أفهم عليك؟!!
ولن تفهم بحياتك.. يا كاره البلد والناس .. يا سارق البهجة..الناس عندنا لم تسمع بجائزة عليها القيمة من جوائزنا.. لذلك أخدنا نوبل بذاتها..طالما ببلاش وببلاش.. رايح ورايح..يعني إذا بدك تسرق اسرق جمل.. فهمتْ يا جمل؟!!!!
وأعدتُ ترتيب الجُمَل، وقلتُ إنَّ جائزة غونكور تسعيرتها 50 يورو لا أكثر ولا أقل، لكن ما يبيعه الكتاب الذي يحصل على غونكور يتم الحديث بشأنه بلغة الملايين، يورو.. مو تركي مركي بناني بحذف اللام من أوله دون سبب، بينما لم تفلح جائزة عربية من صنف الملايين التي هتكتَ عرض نوبل فيها بأن تفرض نفسها سوى على الشاشات، فمن شاعر المليون درهم، إلى أمير الشعراء القاعد بحضن طويل العمر وهو ينتف بأذن وروح قصير العمر من أمثالي وأمثال بني شعبي، إلى جائزة عويس التاسع عشر التي أضحت كمكافأة نهاية الخدمة التي تقدِّمها الشركات لموظفيها عندما يخرِّفون، إلى جائزة الرقة الدولية التي هي عبارة عن تنكة جبنة وقطرميز مخلل، إلى جائزة أفضل قصيد في مدح طويل العمر من أخمص أظفره الذي ينكشه الآن بنكاشة الغليون أو البايب لا ضيع لك يا حبيبي تعباً، كل جوائزنا يقدمها شخصٌ مطمطعزٌ على تخته، بينما يقدِّمون هم جوائزهم من وراء المكاتب والمكتبات والكتب والترجمات والتحاليل والنقاشات والخناقات والقتالات والثقة والحياد والموضوعية، فهل عرفت إلى ما تحتاج يا عزيزي كي توزع جائزة نوبل أو غونكور أو بوكر الذائعات الصيت، وهل عرفت لماذا هي ذائعة الصيت مع أنها لا تظهر في التلفزيونات التي أصبحت عبدة لجوائزكم وموائدكم وذوقكم الذي ما فيه جنسُ الذوق.
مع احترامي طبعاً لكل مبدعينا، لكن المسألة أولاً لكي نقدر أن نحكي بأمرها تتطلَّب قليلاً من الذوق. وابقوا معنا."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق