١٦‏/١٠‏/٢٠٠٨

في 48 ساعة بريئة

نظمت دار الأوس في دمشق أول ملتقى شعري في مدينة دمشق على خشبة مسرح تياترو!!!!!..هو كذلك.. لم يكن هناك في دمشق ملتقى على مستوى عربي أو دولي للشعر من قبل؛ ربما لأنَّ الشعر ليس مهماً كهيبة اسمه. وتصديقاً لذلك، فإنَّ أمانة العاصمة بذاتها لم توجع رأسها بالأمر، ولو أنها تداركت الأمر بالإعلان عن مهرجان تلحيقة، بعد أن عرفوا أنَّ هناك ملتقى شعرياً أهلياً سيقام هو 48 ساعة شعر.

المهم شو بدنا بالمثقفين والفهمانين، وخلينا بالدراويش من جماعتنا الذين أسسوا لملتقى 48 ساعة شعر، وعنونه في دورته الأولى بشاعرات عربيات، وجاءت الشاعرات على الوعد، ولمعلومكم فإنَّ منظمة الملتقى ومديرته شاعرة أيضاً ومخرجة سينمائية كمان، لكن من النوع الوثائقي.. وهي هالا محمد التي تصرّ على كتابة هالة بالألف مما جعلنا نحترم رغبتها ونكتبها هالا، حتى لم يعد هناك داعٍ لأن تكتب الاسم الثاني، لأن مجرد ذكر اسم هالا مكتوباً هكذا تعرف منه أنها هالا محمد، ومن خلال تعرفنا على إصرارها الطفولي على الألف فلا بد أن نتوقع أن أساس هذا الملتقى بني بإصرار طفولي من هالا،
طفولي بمعنى براءته في الانتقاء، براءته في انتقاء العنوان أولاً، فلا أهداف نسائية من خلف جمع 12 شاعرة عربية من بيئات مختلفة ومجتمعات متمايزة بمساوئها طبعاً، ومساوئها تحديداً تجاه المرأة، البراءة عنوان هنا،
براءة من ثقل شعارات القضية النسائية العربية وليس من أشعارها، براءة من وطأة مغرياتها الجماهيرية في كشف عوالمها الداخلية بمعناها الأندرويري وليس من أعماقها السحيقة المتعايشة مع الحياة، والرجل كفعل طبيعي يقوم به إنسان طبيعي، براءة من الاستعراض الأنوثي ضرورة النجاح الأولى وليس من عرض الأنوثة بأصوات من قصب مثقوب، براءة من واقع المرأة المبهدل الدارج كتجارة ثقافية وليس من الحلم بعالم أكثر أناقة، براءة من لت المرأة وعجنها ودسائسها ومؤامراتها وباقي ملحقاتها الفولكلورية وليس من خصوصيتها وآرائها ووجهات نظرها، براءة من جدبة المرأة وحولة حسنها وليس من فكرها وفلسفتها،
فهو إذن ليس مهرجاناً تقليدياً يأتي فيه الشعراء العشوائيون نسبة إلى عشوائية انتقائهم للمشاركة كما درجت العادة ويقرؤون أشعارهم وعلى رسول الله السلام، لا.. هنا الأمر يختلف، فلكلّ دورة رسالتها على ما أعتقد، طالما أنَّ رسالة الدورة الأولى كانت واضحة، وهو هنا يفقد البراءة دفعة واحدة، فالملتقى في الحقيقة ليس بريئاً من قراءته من عدة وجوه، فتُمكن قراءته شعرياً، وتُمكن قراءته نقدياً، وتُمكن قراءته اجتماعياً، وتُمكن قراءته سياسياً إذا استوجب الأمر، لكن البراءة هنا تحمل معنى آخر للبراءة، إنها براءة الاختراع.

..

ليست هناك تعليقات: