"لستُ سوى خراب، اتفاق شخص على شخص، بقايا سعادة تمر في البال، ولا شيء سوى المارة وصوتهم للحظة العبور من أمام الباب، صوت الضوء وبرد، أتذكر يدكِ وأحزر ما الذي كان يدور في بالك وأنت تخربين القصة هكذا..
أحسدكِ على الشام
أحسد الشام عليكِ
فنامي أيتها المرأة نامي
ولا تحكي لأحد ما فعلنا
ولا تتذكري شيئاً
**
لأجل من سأقف في الظهيرة الحارة، لأجل من سأرحب بالذباب والرطوبة والضيوف العابرين، بالماء البارد والأجساد المستلقية على الاسمنت العاري، بالخناجر العالية والأواني الصدئة في الباحات. بالنصال الدامية وصوت السيارات العابرة وطنين الدراجات النارية من بعيد، بطلقات حرس الحدود في عز الظهيرة، بالرطوبة وصرير الأبواب، بالرجال المكشوفين تحت الظهيرة، بالرجال المقتولين في غفلة من الشمس.
**
بعد الحب
ما جدوى ما بيننا
فلست سوى جسرٍ يقودكِ إلى الهاوية
وروحي أشد ظلاماً
أقول الآن:
أستطيع أن أطرد الجميع من بالي وأطردكِ
ولكنك تستطيعين البقاء أكثر
أرجوك.. تستطيعين
**
تغلقين الأبواب عني وتوصدينها علي كي أسفك خوفي وأدلق فيك وحدتي، تتكونين من الخوف والكتمان وما على السرير سوى احتمال الخطيئة المدهشة، كذلك الموت، غمد أنثوي ونعاس ذكر يسقط فيه، كذلك.. امرأة تداري نعاسها ورجل يداري الأرق، أما قلتُ.. تمايلي علي، لميني من أنحائك عاشقاً يحتذي بحروبه القليلة..
**
ردي لي الأغاني والقصائد ومشاوير المساء واللقاءات الخفية، ردي لي سُكَّرَ القبلة الأولى وبحة صوتي، ردي لي عيوني العالقة فيك وعرقي الذي يسيل من مساماتك، لوركا لوركا.. هاتي السكين وقطعي هذا الجسد فلا سبيل إليك إلا قطعة قطعة.
**
أيها الوريث الأخير لمسافات الأرض أخرجْ الطرق من جيوبك وانثرها رحيلاً أمامي، لو تكلمت الأرض لباحت بك، لو بكت السماء لذرفتك، ولكني داخل الحرب وخارج الصليل لا أجد سواي
في أوراقك تتجمع نهايتي، في حبركَ يدور كلامي
أية ريح ستقتلع من فمك أسناني الهرمة
أي شجر سيمنح جسدي ظلالك
**
موحشٌ مثل فراشٍ باردٍ لا ينام فيه أحد
**
هذا الكلام غريب عن الشفاه
أنا الكلام وغيري يزين الشفاه
أعلن وقتاً لم تعلنه الساعة
أنا الكلام وغيري يربك الأقلام
أعلن صفيراً لا تصل به القطارات
أجتمع، لا شيء يبعثرني
أتناثر، لا شيء يلمني
أموت والبياض حولي خطيئة دامية
ما بقي من ركض في أقدامي لا يكفي للهروب
وما بقي من صوت في فمي لا يكفي للكلام
فماذا جنت السواحل من البحر
وماذا جنى البحر؟..
**
آه أيها السارد، كم بكيتُ على لعبتكَ وهي تخبو مع شخوصك، وكم عليَّ أن أدعك تكمل القصيدة، أيها المنهزم الوحيد في هذا الفضاء، أيها الغائب في متعة الأدوار، أَكملْ إذن، فأنتَ من ترك الثانويين يصعدون الحلبة..
**
ولو أنك تغيبين عني قليلاً وتهطلين كالحجر الثقيل علي
ولو أنكِ بعين تشدينني إليكِ وبعين تلمّين أعدائي عليّ
لأنكِ خيبتي في العلو، خيبة السنونو والزارزير في فضائي
خيبة كلامي في قفزة متر مع الراقصين عن الأرض
كم مرة علي أن أمد يدي لأرتب شعرك
كم مرة سأحضر البنفسج ولا تأتين
كم مرة سأُضرَبُ في الأرض دون أن ترمي حفنة زهور على جثتي"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق