"يمضي الأصدقاء
وفي أيام متقاربة
يأخذ منك الموت
قليلاً من الدموع..
..
قليلاً من الدموع والحسرات والأسى
يأخذ منكَ
إطراقة حزينة
مفتعلة أو أصيلة
يأخذ منكَ
حديثاً طويلاً من الذكريات
مع من مات
وكؤوساً مطروقة ببعضها البعض
يأخذ منك الموت
بعض الوقت
للحزن والبكاء والكلام
ويعطيك الإشارة
لوجود من مضى في حياتك ..
في يوم من الأيام.
**
معكِ كم أنا موحشٌ
وكم أنا موحش دونكِ
فليحبكِ الجميع إذن وخذيني وحدي، وافتحي الباب عليّ وحدي، فليحسدني رجالُ الأرض ويعجزوا عنكِ كي أقول:
ها هي المرأة تطلّ على خرابي
وتطلُّ علي الوحدة والعزلة والألم وحارسي والجدار والطواويس والسرير والكراسي وشجرتا النارنج والباب فأتكسَّر، ولكني وحدي، وحدي من يستحق الموت لأجلكِ، لأنني صاحب سوادكِ ووسادكِ، إذا قمتُ عنكِ غسلتُ عيني حتى البياض ووقعتُ فيكِ، في شركٍ تحته الدم والقلق، أنا دليل الرب إلى الضجر والوحشة أراقب جسدكِ..
أفوز باللذة وأموتُ غماً
أخافكِ، كما يخاف البشر من الخطيئةِ
معكِ كم أنا مريضٌ
وكم أنا ميت دونكِ
بحثتُ
ولم أجدكِ
من ذات الطرقات
مررتِ
وكانت آثار خطواتي
تتألم تحت قدميكِ
ليش لما بقعد مع غيرِك بصير بحكي شي بيضحّك وبسب ع ناس كتير وبحكي بالمسرح والشعر والسينما ، بس معك بحس أنو ما عم أقدر أحكي عن كل هـ الأشيا، بحسّ حالي قاعد مع حالي وساعتها إذا حكيت بحكي عن شي كئيب، وإذا ما حكيت بتقري على وجهي الحزن والكآبة، أنا هيك بكون مع حالي، وأنتِ ما بحسِّكْ غير حالي.
بتعرفي؟!.. وقت اللي بكون قاعد مع الناس وعم أضحك وأحكي و فجأة بتدخلي أنتِ.. بكتئب.. بحس أنو في حدا بيعرفني منيح.. بيعرف حقيقتي، مشان هيك بكتئب.. بخاف أطلع قدامه كذاب.
**
هبت رياحي
فأغتنمها الآخرون
وبقيتُ وحيداً
دون سقف
وسط الثلوج
دون رياح تهب..
**
في تلك الأروقة
دائماً
كان بيني وبينك نقطة بيضاء أيها الليل
تعال
دون مصابيحكَ
دون شموع
تعال أيها الليل
بكل سوادك
دون بصيص أمل
**
أردد مع يدكِ وهي ترتبُ الأقراط في الأذنين، مع يدكِ وهي تطلي الأظافر وتسرّح الشعر فأشهق من زينتكِ وهي تودي بي قرطاً قرطاً وخاتماً خاتماً إلى الوحشة، زينتكِ المتأنية وهي تفرط عند اللمسة الأولى والقبلة. هل كان علي دائماً أن أخرِّب زينتكِ هكذا؟!..
أحبك، أقع فيك ولا أخرج إلا بمعصية وبعض أيد تجرني، قلت دائماً نتبادل الأوراق وأكثرنا يباساً يحترق، أحبك"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق