٠٦‏/١٠‏/٢٠٠٨

شوط يا قمر


"ربما لا تعني لك الكثير وأنت تشاهدها، ربما تكون مكتفياً من الابتسامات بعد تعرضكَ اليومي للعشرات الكاذبات منها، ربما نسيت أن تتمتع بالابتسامة الصادقة، بل وأن ترضي حاجتك منها، فأنت لا تستطيع أن تكتفي ذاتياً وتقف أمام المرآة وتبتسم تلك الابتسامة الغبية لنفسك فتتحول من نرسيس يتأمل نفسه في المرآة بإعجاب إلى نرسيس معاكس يجعل من شبيهه في المرآة ينظر إليه بإعجاب، لا .. لا يمكنكَ أن تبتسم لنفسك، كما لا يمكنك أن تنظر إلى نفسك نظرات الإعجاب، بالمنطق وباللا !!
منطق أنت ستكون مضحكاً، مضحكاً من النوع الشرشوح المسكين الذي يحاول في كل جلسة أن ينقل رسالة شخصه الكريم من المرآة إلى الآخرين الذين لم يكونوا معه في تلك اللحظة الفريدة، فيقول إن أحدهم قال عنه بأنه عظيم، هذا الأحدهم هو شخصه في المرآة بذاته، لكنه لا يحب أن يذكر الناس بالأسماء، وأن أحدهم آخر قال بأنه رائع.. وآخر يعني هو نفسه لكن في وقفة العصر بعد العودة إلى البيت من العمل الله يجعله عمل فعلاً، وأحدهم آخروهو تبع وقفة المغرب بعد الفيقة من القيلولة المقدسة، وهذا بيجي صوته رخيم وألُه روزة وهو يقول له بيقينية تامة بأنه موهوب، روح.. أنت موهوب وحليوة ومعلم ومافي منك ..وشوط يا قمر.. شوط.. فكل تسديداتك أهداف وعوارض وقوائم، شوط يا قمر.. فكلك خطر، وكلك فهم، وكلك نظر، شوط يا قمر.. وإذا حدا ضايقك اعمل فاول لأنو ما حدا بيصفّر لك لا شرطي مرور ولا حكَم، شوط يا قمر ولا مانع أنك تبعت حدا يطلِّع الحارس من المرمى ويكرسح المدافعين عن الحمى ليخلو لك الجو وتسجل الهدف، شوط يا قمر.. فالمرمى أمامك مفتوح.. المدافعين بالمشفى، والحارس بالنظارة، والمهاجمين عم يتشمسوا بأفياء منطقتك اللي ما فيها عجقة، شوط يا قمر.. ما في حدا.. وفعلاً ما في حدا لأنو القمر طلع مو حدا وشاط لبرَّا، كده برضه يا قمر؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ألم أقل لك أنو ما بيمشي الحال تحت ظلال نظريات الاكتفاء الذاتي؟!! عليك أن تبحث عن تلك الابتسامات الصادقة التي تعطيك قوى خفية لن تدرك قيمتها إلا عندما تكتشف فجأة وفي لحظة ملهمة أنك فقدتها من حياتك، حتى أنك لم تعد تكلف نفسك الرد على الابتسامات الكاذبة إلا ابتسامة كاذبة موحدة مفتعلة بوضوح لشدة تكرارها على وجهك المحايد، فترى عيونك في مكان، وحواجبك في زمان، وخدودك في خبر كان، بينما يعلو محياك الابتسام، لقد فقدت حاسة تصدير الابتسامة الصادقة وفقدت أيضاً حاسة استيرادها، لم تعد تعطيها لأحد، ولم يعد يعطيك إياها أحد، أصبحتَ مزيفاً مع أمك وأختك وأخيك.. أصبحت مسلفَناً أمام أصدقائك، وأضحيتَ ملمَّعاً أمام نفسك، أما الأعظم وأدق رقبة فهو أنك أصبحت تجامل حتى نفسَكْ. ما بعرف شو بدي قلك... أمرنا لألله .. شوط يا قمر"

ليست هناك تعليقات: