"ربما لا تعني لك الكثير وأنت تشاهدها، ربما تكون مكتفياً من الابتسامات بعد تعرضكَ اليومي للعشرات الكاذبات منها، ربما نسيت أن تتمتع بالابتسامة الصادقة، بل وأن ترضي حاجتك منها، فأنت لا تستطيع أن تكتفي ذاتياً وتقف أمام المرآة وتبتسم تلك الابتسامة الغبية لنفسك فتتحول من نرسيس يتأمل نفسه في المرآة بإعجاب إلى نرسيس معاكس يجعل من شبيهه في المرآة ينظر إليه بإعجاب، لا .. لا يمكنكَ أن تبتسم لنفسك، كما لا يمكنك أن تنظر إلى نفسك نظرات الإعجاب، بالمنطق وباللا !!
ألم أقل لك أنو ما بيمشي الحال تحت ظلال نظريات الاكتفاء الذاتي؟!! عليك أن تبحث عن تلك الابتسامات الصادقة التي تعطيك قوى خفية لن تدرك قيمتها إلا عندما تكتشف فجأة وفي لحظة ملهمة أنك فقدتها من حياتك، حتى أنك لم تعد تكلف نفسك الرد على الابتسامات الكاذبة إلا ابتسامة كاذبة موحدة مفتعلة بوضوح لشدة تكرارها على وجهك المحايد، فترى عيونك في مكان، وحواجبك في زمان، وخدودك في خبر كان، بينما يعلو محياك الابتسام، لقد فقدت حاسة تصدير الابتسامة الصادقة وفقدت أيضاً حاسة استيرادها، لم تعد تعطيها لأحد، ولم يعد يعطيك إياها أحد، أصبحتَ مزيفاً مع أمك وأختك وأخيك.. أصبحت مسلفَناً أمام أصدقائك، وأضحيتَ ملمَّعاً أمام نفسك، أما الأعظم وأدق رقبة فهو أنك أصبحت تجامل حتى نفسَكْ. ما بعرف شو بدي قلك... أمرنا لألله .. شوط يا قمر"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق