٠٤‏/٠١‏/٢٠٠٩

طفران يا سيداتي طفران


"ربما تكون منهم وربما لستَ منهم.. هؤلاء الذين لديهم قلمهم الخاص وطاولتهم الخاصة وصحنهم الخاص ودفترهم الخاص، لكن مع الأيام تبدأ بعض الأشياء بتخصيص نفسها بك، فتكتشف أنك تملك ركناً خاصاً وطاولة خاصة وكرسياً مفضلاً وصحناً أثيراً وملعقة عزيزة وشوكة غالية وصديقاً مميزاً وصديقة نفيسة وحبيبة مدللة وأكباداً تمشي على الأرضِ، هذه أملاكك، عوالمك، شئتَ أم أبيتَ،

وما بينكَ وبين حبيبتكَ أو صديقكَ بلا شك أقوى مما بينك وبين فنجانكَ، مهما ادَّعيتَ وأسهبتَ وأطنبتَ في أنسنة الأشياء، لكن في لحظات ما، وخاصة عندما تأكل الطعنة النجلاء في ظهركَ من الحبيب أو الصديق أو الأخ أو القريب، تستنجد بكلبك وتفضِّله على البشر على طريقة سارتر الوجودي الشهير الذي قال 'كلما تعرَّفتُ على البشر أكثر ازدادت محبتي لكلبي'، لكن عندنا من الممكن أن تضرب كلبك في حالات الحنق الشديد، وعلى اعتبار أنو عنا هون ما كل العالم عندها كلاب، فإننا في لحظات الحنق الشديد نضرب زوجاتنا، مطبِّقين المثل الروسي الذي يقول إنَّ 'خير صديق للإنسان هو المرأة!!' يخرب بيتهم على هالمثل اللئيم، ما لي علاقة، مو من عندي، لكن ما عندي هو أننا يمكن أن نقلب مقولة سارتر أيضاً كي تناسبنا، فتصبح 'كلما تعرَّفتُ على البشر أكثر ازدادت محبتي لزوجتي'، خاصة وأنَّ علماء البيولوجيا شرَّحوا انخفاض مستوى حالات الطلاق عندنا بأنَّ الجو العام خارج المنزل مقت بمقت، وما عاد في فرفشة وبسط ألا لبني ريشمان وبني طكعان وبني مليان، ما عاد في بهجة ببلاش، ومالكم مكان بين الفرسان يا بني تعبان وبني هفتان وبني طفران وبني عيفان... وما لكم شغل مع النسوان، لأنَّ المرأة يا عزيزي في زمن الحرية والمساواة تحوَّلت إلى سلعة متلها متل غيرها من المقتنيات التي تُصمَد في الصالونات أو المُستعملات التي ترمى في النهاية في سلة المهملات، لم يمر زمن حرية المرأة عندنا بالاستقلالية والمشاركة والإنتاج وبالتالي الحب الحلال، لأنو لو المخلوقة كانت مبدعة ومستقلة وعندها إضافات رح تقعد ببيتها، مو بإيدها، هيك فرضت آلية الأشغال العامة عندنا، المرأة الحلوة عندها امتياز، الجمال الأنثوي بالنسبة إلى مديري شركاتنا هو دكتوراه تؤخذ بعين الارتياح، أما شو الشهادة وشو الاختصاص وشو مدى الشطارة ومستوى الموهبة فهذا ما له حتى ولو طرف نظرة اعتبار، هذا إذا لم أقل إنَّ كفاءات المرأة في مجتمعنا لا يُنظَر إليها باحترامْ، ومع ذلك فإنَّ حالات الطلاق عنا عم تخف، لأنو المواطن الأندبوري ما عاد شاف شي برات البيت من الحياة، كله بيع وشراء وآجار واستثمار، ومرتك حلوة متل البدر يا سبحان اللي خالقها وحلفت لها بليلة القدر لا بخونها ولا بطلقها، صدق ملحم بركات لكن نسي أن يقول لها إنه لما غنَّى هالأغنية كان طفران..... وطفران يا سيداتي طفران.."

ليست هناك تعليقات: