"لا أعرفُ وقتاً أصبح فيه الغش حلالاً أكثر من وقتنا هذا، فهو لم يعد منتشراً بشكل كبير فحسب، لا .. لقد أضحى قانوناً يعزف عليه كل الذين بطَّخوا في منافسات الحياة ليخلصوا حالهم حتى ولو على حساب إسقاط المنافس في حفرة أو جورة أو بئر عميق، وفي كرة القدم بدا لفريق ريال مدريد الملكي أنَّ الحل هو قتل ميسي الموهوب، فكان ذلك لهم عبر ممارسة ضربه على عينك
يا حكم حتى يكره ميسي الكرة، كرَّهوه الطابة وهو الذي سرُّهُ أنه يحب الطابة، وغشوا الحكم، وغشوا جمهورهم، وغشوا أنفسهم، لكنهم في النهاية خسروا، وفي الثانية الأخيرة عاد ميسي إلى معشوقته وأحرز الهدف الثاني عليهم وليخسأ الخاسئون، روح.....لكن كيف أصبح الخطأ مشروعاً في كرة القدم، لأن الخطأ مشروع في الحياة، لكن تعمد الخطأ هو الممنوع، هو الغش، هو الحرام، فكيف أصبح الغش في هذه الأيام حلالاً، الحكام يطردون المخطئين بعد تكرار الخطأ وتنبيههم ثم إنذارهم، ويطردون الغشاشين بالتأكيد فوراً، لكن تعال والقطه، تعال واقتنع أنو الزلمة مو غلطان طبيعي من تبع النوايا الحسنة، هذا إذا لم نتحدث عن حالات التواطؤ عندما يكون الحكم بحد ذاته غشاشاً من أجل حفنة من الدولارات،
والكل بات يمرِّق الغش والغشاشين مع أن الطرد هو نصيبهم من جنة الألعاب، لا مكان للمخادع في أية لعبة من الألعاب التي نعرفها في الحياة، لكن دائماً ترى المخادعين يلعبون واسم الله عليهم، بل ويشار إليهم بالبنان إذا كان عندهم شي صاحب بيشتغل بالصحافة والإعلام، وبالطبع ستراهم يمشون مختالين متباهين خبباً في أروقة أوساطهم مرموقين محسودين من قبل أمثالهم من الغشاشين الذين مالهم بالطيب نصيب حالياً، لكن الأيام جاية.. في أمل، فلكل مجتهد نصيب.. حتى لو غشاً، وحلال عالشاطر.. حتى لو حراماً، ويعتقد المخادعون أنهم أذكياء، وأنهم محترفون، وأن حفرهم التي حفروها لأشقائهم لن يقعوا فيها، وذلك لأنهم بلا مبادئ، لا يصدقون الكلام المبين، ولا يسمعون قول الأولين، لا يحترمون أهاليهم الذين ربوهم فظهروا أمام الناس بلا تربية، ولا يقيمون اعتباراً للناس وللمجتمعات التي يعيشون فيها فيظهرون بمظهر عديمي الأخلاق الوقحين غير المبالين، ولمَ لا.. فهذا وقتهم، وهذه أيامهم كما يقولون، ويا فرعون مين فرعَنك؟!.. فرعَنَك أبو ملعون، والغش حرام، حتى لو ركبوا له ستوبات من ورا، وأضواء من قدَّامْ، والغشاش مبهدَل وبشع، حتى لو زينوه وكشكشوه وشلبنوه وسشوروه وعالراس حطوه، بيضل بعيرعنكم بعير، حتى لو ركَّبوه على الحمير، ومشّوه عالحصير، ومسّكوه الأمور، وقالوا له يا قمّور، لأنو وقت الجد لن ينفع البعير كل هذا المكياج المخادع، وستظهر للناس تلك الحردبة التي يقولون لها سنام، فإذا استطاع إخفاءها ما عليك سوى برمي كومة شعير أمامه وستراه كيف سيطخّي ويأكل ويأكل ويأكل حتى تظهر حردبته للعيان وتصرخ: ولك بس يا فجعان.. فضحتنا. لا.. لا يمكن للغش أن يصير حلالاً حتى لو كان سلاح العاجزين غير الموهوبين التافهين..لأنه ببساطة..حرام."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق