١٩‏/١٢‏/٢٠٠٨

على وجه صديقتك



ولا تطلب ورقة
اكتبْ على كفّكَ
على وجه صديقتكَ
على الجدارْ
.
على بنطال امرأة بجانبكَ
اكتب على أي شيء
كأنما الصينيون لم يخترعوا الورقْ
لم تعد هناك فائدة
ترجى من هذا القلب
فهو لم يعد يشعر بالحزن
ولا بالفرح
لم يعد يدق بقوة
من أجل حب مفاجئ
ولم يعد يخمد وينطفئ
عند كل خيبة
لا فائدة ترجى من هذا القلب
سوى أنه يضخُّ الدماء
إلى هذا الجسد البائس
الذي لا يريد أن يعيش

أكتبُ شيئاً ما
عن امرأة قابلتُها البارحة
أكتبُ وقد فرحتُ لأنني نسيتكِ
أكتبُ وأنا أتجاهلُ
أن هذا القلم اللعين
لن يكتب عن سواكِ
بين خيوط المطر
وأمام الرياح الباردة
سأظل أتذكر
وبندم لا يوصف
أنكِ خرجتِ من المنزل
بثياب خفيفة جداً
أحبكَ
ولكن لا أستطيع أن أراك
أحبكَ
ولكني لا أريد أن تزعل أمي
أنت تعرف.. إنها أمي
أحبكَ.. أحبكَ
ولكن أرجوك لا تكلمني هاتفياً
كل الطيور التي أحببتُها
هوَتْ
وكان صوت ارتطامها بالأرض يقتلني
إلهي.. لا تجعلني طيراً
لا تجعلني من يعلو عن الأرض
وهو يعرف بأنه يوماً ما.. سيقعْ
كنت بحاجة لأسألَكْ عن هاد الشي اللي كتير بيشبهكْ
وبعد ما رحتْ وتركتني وحدي.. شفتُه
كتير بيشبهك.. روحه متل روحك
مشان هيك حسيته ميّت متلك
وخفت أني أضل عم حبّه وبعدين ما أشوفه قدامي
كتير هلأ بحاجة لألَكْ وبحاجة لألُه
بحاجة لألُه لأنو بيشبهكْ
وبحاجة لألَكْ مشان تخلّصني منّه

إنني نادم
دائماً
كل يوم
كلما تذكرتُ البارحة
على كل الأحجار
سأرى حروف اسمكِ
وعلى كل الوجوه
سأرى ملامحكِ
بعدكِ
سأحب الجدران والأشجار وإشارات المرور
بعدكِ
سأحب أي شيء
لا يخفقُ له قلبٌ
وساعة يشاءُ
يتوقف عن الخفقانْ

تحت شجرة الورد
سأدمي أصابعي
وأنا أقطف الورد لكِ
تحت شجرة الورد
سألمُّ باقة كبيرة
وأرميها أمام باب بيتكِ.. الخالي
تحت سقف واطئ
كنا ثلاثة
أنتِ وهو .. وأنا
كان يتمسك بي أن أبقى
وكنتُ أعرف أنكِ تريدين مني المضي
كنتُ أعرف بأنكِ تحبينه
وكان يعرف بأن حبي لكِ
أرسخ من صخور عاشت مئات السنين
نظر إلي وقال: بأنه لا يحبكِ
ولا يريدكِ
كنت تبكين
وكنت أتفتتُ
مثل صخور تئن تحت المطارق
منذ مئات السنين

ليست هناك تعليقات: