"يحدث أنك تحب أن تكون من مقتني الأشياء الفريدة التي يتمنى كل الناس اقتناءها، كالموبايل أول ما نزل، فتهرع لتشتري هذا الغالي، لأنو كان حقه ستين ألف يا عزيزي، وما أدراك ما الستين ألف عند جماعة راتب المعلم مربي الأجيال عندهم تلاتماية دولار، المهم أنك بتركض بإيديك ورجليك لتشتري موبايل متل موبايل رفيقك اللي ما ركض لأنه الموبايل اللي جابه ركيض، موبايل من ماركة كارل لويس،
هو بيركض لعنده، وبيصير عندك موبايل، وبتصير عضو بنادي الموبايليين، وبتصير بتقعد بالقهوة معهم وكل واحد منكم عم يطق حنك مع واحد قلت له أنو ما فيك تشوفه، واللي هلأ عم تشوفه بيكون عم يطق حنك مع واحد كان قايله أنو مو قدران يشوفه، وأنتو اللي قررتوا تشوفوا بعضكم قعدتوا تحكوا كل واحد من موبايله مع حدا ما كان حابب يشوفه، بس مشان يشوفوك أنو عندك موبايل، عندك تلك السلعة التي لا يستطيع تلات أرباع القاعدين حواليك يجيبوا منه، وبتصير شايف حالك بالموبايل، وبتصير كل ما بتشوف وحدة أو واحد بالشارع بتعطيه رقم موبايلك، وبتنمغص وقت اللي بيطلبوا رفقاتك يستعملوه، بس بتخدمهم شوي، ومن ثم بتطلِّع قوانين لاستخدامه، وبتصير بتذلهم فيه، بحاجتهم لتلمسه، لاستخدامه، للحديث عبر نسماته الفضائية، وبتصير المعلم بقوة الموبايل، وبتصير بتحبه للموبايل، بتعشقه للموبايل، بتعبد سماه للموبايل، وبالحقيقة فكرة حلوة، يعني ليش لما تشتري موبايل؟!.. لكن بتروح الأيام وبتجي الأيام، وبيصير الموبايل بعشرين ألف، وبيصيروا كم واحد من اللي حواليك اللي حرابيق شوي عندهم موبايل، وبتصير مو البطل الأوحد عالطاولة، وبتصير متعلق بالموبايل بس مو كتير حابُّه، لكن ما فيك بلاه لسه، وبيصير اللي عم يحمل موبايل عدوك مين ما كان، إلا جماعة الستين اللي من نفس طبقتك المشتهاة ومن نفس مودك الرفيع المستوى، لكن لما بيجيك الكف التالت يا غالي وبينزل سعر الموبايل كتير، العمى رخصوا الغوالي، رخص كتير، صار من هب ودب حامله وحاضنه ومنيمه بحضنه بتنبهت، بتندهش، بتنصدم، بتتبلكم، وبتحس كل واحد حامل موبايل سارقه منك، بتنظر بكراهية لكل مين حامل موبايل، كأنو قاتل لك قتيل وخاينك مع عزيز، عزيز قوم ذل ارحموه، لا تلوموه، لا تعاتبوه، لا تتشاجروا معه، لا تؤنبوه، لا تحاولوا أن تصلحوا من وضعه وتصلحوه، فقط اتركوه، هيك بترحموه.
لكن اهتدِ بالرحمن يا رجل، يمكن لو موبايلك اشتريته بلحظة وأنت مع اللي بيحبها قلبك الكبير، يعني قالت لك تعا نشتري موبايلين متل بعض، وأنت لحالك اشتريت، وهي لحالها اشترت، أو هي أهدتك واحد، أوربحته بمفاجأة يانصيبية، أو اشتغلت كذا شغلة مشان تلم حقه، فما رح يرخص وحياتك، رح يضل غالي، رح يضل موبايلك المميز بأنو هدية من أحلى بنت بالعالم، رح يضل موبايلك أجى نتيجة شغلك لكذا ومذا ونذا وشذا ورشا ومها قلبي يحبها سمراء لعبتي تفهم همزتي، إنها قوتي، قطعتي، التي لي قصة معها، ولها قصة معي، إنها غالية، ولن ترخص أبداً حتى لو رخصوا الغوالي."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق