٠٢‏/٠٩‏/٢٠٠٨

البحث عن بطل


"وكان أن سمعنا أن القدس محتلة، فقلنا بالله تالله لن ننام حتى نحررها، وقررنا إعداد العدة للتحرير، فجمعنا الفلوس اللازمة لحربنا القادمة ضد العدو اللي ما يتسماش، ثم جمعنا المقاتلين من فنيين وممثلين ومخرج وقررنا إنتاج مسلسل ضخم نحرر فيه القدس ونزيح هذا الهم عن قلوب شعوبنا التعبانة والعيفانة التنكة، ما حدا جاب سيرة البنزين الله وكيلكم، المهم مالكم بهالحديث وخلينا بحديثنا،

صارت أمورنا تمام، وأخدنا موافقة من الرقابة والإعلام، وقالوا لنا أنو ما عندهم مانع نحرر القدس، وصفي عنا يا شباب نجيب البطل، لأنو بلا بطل ما بيصير تبرير للتحرير، وبعد ما قعدنا واجتمعنا على عادة العربان في حب الاجتماع وعشقه إلى حد الذوبان اخترنا البطل، واتصلنا بجمال سليمان وقلناله يا أستاذ بدنا اياك تحرر القدس مقابل هداك المبلغ المجقوم، بالإضافة لوضع اسمك في مقدمة الأسماء المساهمة في التحرير، فقال لنا بأنه لا يفهم في الصحافة ولا يريد أن يعمل رئيس تحرير لأنو الزلمة شغلته ممثل، قلنا له فهمتنا غلط يا ابن الحلال، بدنا اياك تمثِّل دور البطل في مسلسل تحرير القدس، وهو مسلسل فريد من نوعه، وما صار منه أبداً من ستين سنة، فقال لنا معتذراً بلباقته المعهودة، أنو لا تآخذونا يا شباب، يعني كان بودي، ليش مين ما بيتمنى يحرر القدس من أيدي الأعداء، بس العين بصيرة والإيد قصيرة، لأني محكوم هلأ بأجواء العربان، وعم أشرب الدم من الفنجان، غير أني بعد الضهر عم أشتغل مع الشوام بأهل الراية، ويا ريتكم حكيتم معي من زمان كنا نسقناها وظبطناها، إذا بدكم انتظروني لبعد رمضان، ولكننا لم ننتظر وهرعنا إلى سلوم حداد وقلناله يا أخي يا أبا أمير ما لنا غيرك تحررلنا القدس، فقال لنا بأسى أنو مو فاضي لأنو علقان مع الحوت بسام كوسا وما فيه يترك الشباب لحالهم لأنو الحوت مو قليل، قمنا حكينا مع الحوت فضحك البسام كوسا وقال أنو هلأ موده شرير ومو فاضي لفعل الخير، فاتصلنا بالياخور باسم فابتسم وقال أنو مو بس مو فاضي، بل بالعكس وقته مليان، بين مصر والشام، وأنو يا ريتنا حكينا معه قبل، كان بطريقه من الشام لمصر حرر القدس عن طريق البر، حملنا درب طريقنا ورحنا لعند عبد المنعم عمايري قلنا لحالنا هادا فلسطيني ورح تدب فيه الحمية فقال أنو وقته مو ملكه هلأ، وقته هلأ كله لخيال وأشعار طويل العمر، ومو فاضي للصراع من أجل القدس لأنو فايت هلأ بالصراع على الرمال، ومنه اتجهنا لباسل خياط فأجاب بنفس الإجابات، وكذلك فعل قصي خولي اللي فايت السبع فوتات ومو فاضي يحك راسه، حملنا حالنا ورحنا على تركيا، قلنا مالنا غير يحيى، قام اعتذر لأنو عم يعمل شغلة جديدة مع لميس مكونة من ألفين حلقة كرمال عيون العربان، ورحنا لعند مهند، قام طلع نفس الشي،رجعنا خائبين ومرينا بطريقنا على مكسيم خليل، قام كمان اعتذر لأنو عم بينام بغرفة الدوبلاج تبع مهند، قعدنا وصفنَّا.. وقررنا تأجيل التحرير إلى رمضان القادم. فإلى القادمات من الأيام، يا محلا الانتظار."

ليست هناك تعليقات: