"إذا تعبَ الشعراء قالوا:
أو
يا أبي ما عادت بي طاقة للعيش
أو
لم أقدر على الدنيا يا أمي
أو
يا أخي يأسي أكبر من رغبتي بالحياة
إذا تعب الشعراء..
أما أنا.. فتعبتُ
وما عادت بي طاقة للعيش
ولم أقدر على الدنيا
ويأسي أكبر من رغبتي بالحياة
ولكن دون أيةِ كلمة تستطيع أن تسند هذه الجمل المرهَقة
*********************
وما حمل ساعةً في معصمه
وما علَّق في عنقه زرداً
وما نقش على جسده وشماً
ولكنه مشى في الشوارع المزدحمة
كعلامة فارقة
*********************************
لم أخطئ
لم تخطئي
ولم يخطئ أحد
ولكن
على أحد ما في هذا العالم
أن يبدي لنا الأسف
*****************************
عندما لم تلتمعْ العيون
ولم تهتز الشفاه
عندما لم يدق القلب بعنف
ولم ترتبك الكف وهي تلمس الكف
عندما دخلتِ إلى منزلي
ولم أفكر بإغلاق الباب خلفك
أيقنت أن كل شئ قد انتهى الآن
*******************************
وأنتَ معي
لست أكثر من شخص يحبني
أحبكَ
وأنت تغفو على صدر غيري
أحنو عليك وأنت بين ساعدي سواي
أغفو في أعماقكَ
وعندما تمد شفتيكَ لفم غريب
أظهرُ
فيحمرُّ وجهكَ
وترتعد شفتاكْ
وتعود مجرد شخص يحبني
أحبكَ وأنت تحكي قصتك للغرباء
وأحميك عندما تعبر الشوارع
من اللصوص والسيارات
ومن الكف التي تمسكُ كفَّكَ
********************************
هذا أنا
في المقهى
جالساً على هذا الكرسي وذاك
هذا أنا
أشرب القهوة هنا
وهنا أرتشف العصير
وهناك
أعبر بخفة خلف الزجاج
***************************
إلى ناصر نعساني
لا تأخذنا هكذا
امنحنا فرصة أخيرة
كي نحقق وعودنا التي رميناها جزافاً للزوجات
كي نعود إلى المنزل
محملين بالخضار والحليب
امنحنا فرصة أخيرة
لدفع الإيجار
فرصة أخيرة
كي نقنع أطفالنا
أننا ذاهبون
دونما عودة
***************************
أنت وهؤلاء الناس
من بيده يأخذ بيدك
ومن بيده يكسر يدكْ
من تبكي على كتفه
ومن تبصق على وجهه
وأنت وهؤلاء الناس
من يشدك بقوة إليه
ومن يطردك ببرود من حياته
من يرمي بثقل آلامه عليك
ومن يعانقك
وأنت وهؤلاء الناس
من يقبّلك
وهو في قرارته يشتمك
ومن يخمشك ويشد شعرك ويصفعك
وهو في قرارته يقبلك ويعانقك
من يكسرك
وهو في أعماقه
بالعناق يكسّرك
وأنت وهؤلاء الناس
******************************
منذ أن هربَتْ صورتي
من إطار العائلة
وابنتي تعلمت أن تكتب اسمي واسم أمها وأختها واسمها
وعندما كانت تلتفتُ
كنتُ أشطبُ اسمي
فلا تبكي ولا تصرخ
وتعود في زيارتها التالية
وهي تحمل صفحتها البيضاء.. البريئة والمشرقة
******************************
في صورة بالأبيض و الأسود
كنت أرتطم بهم
ولا أسمع صراخهم
في صورة بالأبيض والأسود
شتموني بوقار
وانتقدوا مشيتي
اتفقوا جميعا
الأبيض منهم والأسود.. عليّ
في صورة بالأبيض والأسود
كنت أمشي إلى خارج الإطار
بألواني الطبيعية
***********************
سأغلق النوافذ جيداً
ولن أفتح الأبواب
سأرتق شقوق الجدران
لأنني أخاف
أن يدخل الهواء الذي تتنفسون منه إلي
*************************
أنا التلميذ الذي مثل أدوار الشر
على مسرح المدرسة
ورأيتكم
وعشت معكم
وتعلمت القذارة منكم
وفنون الخسّة
أنا التلميذ الذي خرج من شوارعكم
منحطاً وسافلاً
أبحث عن جدران
أختبئ خلفها
وأبوابٍ أقفلها على نفسي
كي أعود مجرد تلميذ يمثل أدوار الشر على مسرح المدرسة
***************
يقولون عني: وغد وسافل
وهناك من يقول: فتى منطلق كالفراشة
ومضى بي العمر
ولم أعد فتىً منطلقاً كالفراشة
بينما ولأنها صفات لا عمر لها
بقيت وغداً.. وسافلاً
********************
أكتب بالقلم
لا بالأزرار
أقرأ الكتب
لا الشاشات
ما الفائدة من التقدم العلمي
وأصدقائي يموتون
عند أول محاولة مازحة للموت معهم"