وتعطَّل التلفزيون، تعطَّل الحبيب الرهيب الذي لا تستطيع أن تراه إلا عند غيابه، وهو كذلك بالفعل، يمنحك شعوراً صوفياً قادماً من عالم المتصوفة المتقشفين، لا من عالم صوف الغنم، كما قد يعطيك الانطباع للوهلة الأولى، فالتلفزيون شخص يعيش معك كل يوم، يأكل معك، قصدي من صحنك، قصدي من صحن وقتك، وبينام جنبك لما بتكون عايف سماك من مرتك لأنو عنده قدرات ما بتتمتَّع فيها مرتك على التنوع والتغير، وأنت ذوقك صعب شوي، بدك امرأة فيها أكابرية جوليا روبرتس وعذوبة وينونا رايدر ووحشية أنجلينا جولي ولظلظة هيفاء وهبي وقوة منى واصف ورصانة نادين وبراءة ساندي بيل، والتلفزيون بيحل لك كل أمورك، وبيبقى إنك تحلم.. بس المشكلة أنو مرتك نايمة بجنبك، إي ولا يهمك، اتركها بحالها، حاكم مالل قلبها من شكلك ومقتك ومشاكلك وغلاظتك ورفقاتك، وبصراحة أنت رجل مو من مقاس أحلامها، قدرتك على التطور بطيئة، مفاجآتك قليلة، وبالنسبة إلى الوسامة فلا تحدِّث أحسن لك، مرتك بدها واحد بجمال تيم حسن وبشجاعة العكيد وهضامة أبو حاتم وذكاء أبو معروف، وبصراحة هي كمان عم تحلم، مو بس أنت، لكن اليوم التلفزيون تعطَّل وذهب إلى المصلِّح ليتعالج، الشخص الذي لم تكن تحسُّ بوجوده في حياتك اليومية غاب اليوم فشعرت به، شعرت بالفراغ الرهيب المغبّر الذي تركه مكانه في الفيترينا، اتصلت بالمصلِّح كي لا يتأخَّر عليك، لا طاقة لك على الحياة من دونه، العمى طلعت غلاوته بغلاوة أولادك عندك، ودخل الحبيب، احتفلت به، وضعته مكانه فملأه تماماً، جرَّبته فاشتغل، جلست بشغف تتفرَّج مشتاقاً بشدة إليه، ثم بعد ساعة نسيته، عاد كما كان.. شخصاً لا تنتبه إلى وجوده في حياتك إلا إذا غادرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق