٢٣‏/٠٢‏/٢٠٠٩

اللاعب اللص

لم يكن أمينو سوى نجم فريق الدرباسية بكرة القدم، ولكن أمر مشاركته في المباريات كان رهناً بيد الشرطة، لأنه كان نجم المخافر أيضاً، كيف لا وهو نجم الليالي المظلمة، إنه لصُّ الدرباسية الأول من دون منازع، وكانت الشرطة عندما تبلغ عن جريمة سرقة تقبض على أمينو كإجراء روتيني وبعد ذلك تبدأ تحقيقاتها، ولم يكن أمينو لصاً حقيقياً، كان فقيراً ورياضياً، لذلك فقد كان يحتاج إلى نظام غذائي خاص، وبالطبع فإنَّ البيض والحليب والفواكه ضرورية له، فقد كان يسطو على البيض من تحت الدجاجات الهانئات الحالمات تحت شمس الدرباسية الساطعة، وكان يهاجم الأبقار والأغنام ويسحب منها بعض الحليب، ومساء يمرُّ ببساتين الفاكهة ويقطف منها ما تيسَّر، ومع ذلك فقد كان رجال الشرطة يحبونه.. لأنهم يحبُّون كرة القدم ولايريدون لفريق الدرباسية أن يُهان على يد فريق بلدة أخرى، وكان مدير الناحية المولع بفريق البلدة يخرج أمينو من خلف القضبان برفقة ثلاثين شرطياً هم جيش الدرباسية وأعداء الدجاج فيها لكثرة محبتهم للحم هذا الطائر الأليف الذي لا يطير، وكان أمينو يدخل إلى الملعب مخفوراً وسط تصفيق الجماهير كي يبدأ مآثره بإحراز الأهداف، وكان عندما يحرز هدفاً يركض خارج الملعب معبِّراً عن فرحته، وكان زملاؤه في الفريق يلاحقونه كي يعانقوه وكذلك، رجال الشرطة وهم يضعون أيديهم على مسدساتهم تحسُّباً لهروبه، وبعد ذلك كان يتزحلق مستعرضاً، فيرتمي عليه اللاعبون وفوقهم يرتمي رجال الشرطة. ودائماً كان أمينو يخرج منهكاً وهو يقسم أنه لن يحرز هدفاً بعد الآن. ولكن تهديدات الشرطة بالعقاب كانت تجبره على إحراز الأهداف وهو يردد.. يا إلهي كم هو صعب أن تكون لصاً ولاعباً بآن واحد

ليست هناك تعليقات: