"خرج العاشق الغرّ من منزله بعد أن استعار موبايل والدته ولطش منه 1200 وحدة دفعة واحدة، بعد ابتكار ميزة تشحيد الوحدات التي اخترعتها شركات الموبايل عندنا، وهي ميزة تحث على التكافل الاجتماعي، والتشارك بالأفراح والأتراح، ولم تفوت شركات الموبايل فرصة الإعلان عن معرفتها بقيمة هذه الميزة التي ابتكرتها فأعلنت وبكل ثقة أن قمة الفرح عند المواطن السوري هي حصوله على الوحدات التي بواسطتها يتواصل مع بقية المواطنين الفرحين مثله أو الحزانى لعدم حصولهم على مسبب السعادة الأول «الوحدات»، لذلك ولأن قلب الشركات كبير فقد نبهت المواطن الفرحان إلى أنه لا يجوز أن يتمطعز على تخته ويتحدث عبر موبايله فرحاناً وجاره جالس يتأمل موبايله الأعزل من الوحدات حزيناً، وسبحان الله فإن الموبايل الخالي من الوحدات لا يرن أبداً!!..
يعود العاشق الغّر إلى المنزل وبعد أن يأكل البهدلات ويأخذ منه والده موبايله محاولاً استرجاع الوحدات المنهوبة ولكنه يفاجأ كما يفاجأ العاشق الغر بأن أصدقاءه نهبوا وحداته التي نهبها من السيدة الوالدة، ويدخل إلى غرفته وهو يمسح ريق والده يلي زي العسل من على وجهه، ويرن موبايله رنة وحيدة فيفتحه ليجد أن المعشوقة قد نخت وعملت له ميسد كول، وسرعان ما يستخدم العاشق الغر ميزة «حاكيني» مستعيناً بالشركة ولكن أصدقاءه لا يحاكونه على الرغم من الواسطة الثقيلة التي استخدمها ألا وهي الشركة أو «الجاهة»، وينتظر العاشق وينتظر إلى أن تصله نجدة سريعة من صديق مخلص ويحاكيه فيطلب منه أن يشحده بعض الوحدات كي يتحدث مع محبوبته بعد أن يشرح له كل التفاصيل، فيقول له الصديق المخلص أن يختصر في الحديث معها لأنه سيرسل له فقط عشر وحدات وهي يادوب تكفي لكلمة واحدة، ويفكر العاشق بعد حصوله على الوحدات العشرة بالكلمة التي يجب أن يقولها لمحبوبته ويصل إلى الكلمة المطلوبة بسهولة وهي «بحبك»..
أرأيتم لماذا أصبحت كلمة «بحبك» منتشرة ورخيصة إلى هذه الدرجة!!.."